عندما أطلق مركز" كوثر" إعداد هذا التقرير، كان اعتماد وثيقة "تحويل عالمنا: خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ". كانت الفكرة الأصلية من وراء ذلك صعبة ومركبة في الأساس : إعداد تقرير يتضمن قراءة نقدية من منظور النوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين لأجندة 2030 . وهي مهمة صعبة ومركبة أيضا لجهة النظر في تكييفها مع ظروف المنطقة العربية وبلدانها ومجتمعاتها، بالتركيز على البعد المتصل بالمساواة بين الجنسين – بما هو مجال اهتمام المركز الرئيسي –. والفكرة الأصلية معقدة ومركبة كذلك، لأنها تستوجب تفكيك الأجندة من ناحية، واعتماد مدخلي منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام كفاعلين أساسيين في متابعة تنفيذ الخطة و/أو الحث على اعتمادها وتطبيق أهدافها ومقاصدها لاسيما على المستوى المحلي، من ناحية أخرى. وكان ثمة اهتمام إضافي خاص بالبعد الثقافي في مسار التنمية والتحويل المجتمعي في بلدان المنطقة الذي كان يشغل بال الفاعلين التنمويين فيها، في ظل شح في الموارد التي تتناول هذا البعد من منظور تنموي وتكاملي.
ولا يمكن، للقيام بهذه المهمة إغفال معطيين أساسيين. يتمثل الأول في أن أجندة التنمية المستدامة 2030 تتنزل في إطار إقليمي عربي، يختلف أشد الاختلاف عن بقية الأقاليم الأخرى. فالأجندة اعتمدت أربعة سنوات بعد «الربيع العربي" الذي شكل تاريخا مفصليا في حياة الناس في كل البلدان العربية التي عاشت التحولات السياسية والمؤسسية أو التي تأثرت بهذه التحولات، كما في السياسات والإصلاحات الخاصة بالمساواة بين الجنسين ومحاولات التراجع كذلك الذي شهدتها أوضاع المرأة فيها إن تشريعيا أو على أرض الواقع، والتراجعات جراء الحروب والنزاعات والتهجير وكافة أشكال العنف الممارس ضدها.
هذا ما سيسعى التقرير إلى الإجابة عنه في محاولة لقراءة الأجندة والواقع والفاعلين فيه بما في ذلك المجتمع المدني والإعلام، في آن قراءة نقدية يمكن أن تؤسس لقراءات أخرى وفق مداخل مختلفة.
Return