أظهرت التوجهات العامة للإعلام في عالمنا اليوم وجود تقاطعات ما بين ما تحقق للمرأة، كما للرجل، من حقوق اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية وما أتاحته تطورات تكنولوجيا الإعلام والاتصال من إمكانات وفرص جديدة لممارسة الحق في حرية التعبير عن الآراء والحق في الإعلام وتيسير النفاذ إلى المعلومة والمطالبة بالحق في التنمية.
وبرزت أهمية وسائل الإعلام في مختلف مراحل تاريخ حركة تمكين المرأة على المستوى العالمي، وكذلك الإقليمي.
فساندت، وسائل الإعلام، في مرحلة أولى، مع بدايات القرن الماضي، حصول المرأة على الحق في التصويت وممارسة حقوقها السياسية والمدنية. وقدمت، في مرحلة ثانية، الدعم إلى المبادرات المطالبة بتحرير المرأة والحصول على حقوقها الاجتماعية والثقافية.
وهي اليوم، وقد بلغت المرحلة الثالثة من حركة تمكين المرأة، تساهم في النقاشات الدائرة حول حقوقها وأوضاعها مقارنة بأدوار الرجل في المجالين الخاص والعام، وتسعى إلى تسليط الضوء على مظاهر التمييز والحواجز التي تقف وراء الحد من حرية الاختيار والتعبير لدى الأفراد.
كما أن وسائل الإعلام تعمل اليوم على الرفع في نسب الاهتمام والوعي بمكانة المرأة وإسهاماتها وفقا لمقاربة النوع الاجتماعي التي تؤكد أن الأدوار متحولة وأن من يحددها أو يقولبها هو تمثل المجتمع لها واستبساله في تخصيصها. كما برز في السنوات الأخيرة منحى إعلامي يعمق الوعي بأهمية المساواة بين الرجل والمرأة وما تحققه هذه العلاقة المتكافئة من فوائد للمجتمع ككل إلى جانب حفظ الكرامة الإنسانية للجميع.
Return تحميل