تتقاطع عوامل ثلاثة لتؤثّر على واقع النساء الصحي في المنطقة العربية: الأول هو تراجع المشهد الصحي العام، ما ينطلي على جميع أفراد المجتمع؛ الثاني هو تراكم أوجه القمع الذي تتعرّض له النساء وحرمانهن من معظم حقوقهن؛ أما الثالث، فهو إلزام النساء بشكل مباشر أو ضمني بتبني مفهوم الرعاية والعناية الصحية، جسدياً ونفسياً، بالآخرين دون الالتفات إلى أنفسهن للحصول على الرعاية والعناية، تماشيًا مع منظومة اجتماعية وثقافية معيارية متكررة. يعتبر الجندر أو مفهوم "البناء الاجتماعي" لأدوار الأفراد، واحداً من العوامل الأساسية في تحديد وصول الأشخاص إلى الحماية والمكتسبات؛ وبالتالي، وصول النساء إلى حقهن في الصحة ضمن المنظومة الحقوقية. كما تؤثر العوامل الجندرية في تحديد وصناعة شكل الحصول على الخدمات والمعلومات الصحية، وفعاليتها وسهولتها وتساهم في تمهيد الطريق أو عرقلته أمام النساء ممن هن بحاجة إلى استخدام هذا الحق واللجوء له. في المقابل، تُعدّ الأنظمة الصحية في المنطقة العربية كما في كل بلدان العالم "مجندرة". إذ تختلف درجة السهولة، والفعالية، والإتاحة التي تقدم بها الخدمات بين الرجال والنساء، كما تختلف بين النساء من خلفيات اجتماعية واقتصادية متباينة، إما لناحية طريقة منح الخدمة الصحية أو تلقيها. ويساهم ذلك في ظهور التفاوتات الجندرية في حيز الخدمات الصحية بالقدر نفسه الذي تتجلى فيه الحوكمة الصحية والأجندة السياسية في الخدمات الصحية والحماية الاجتماعية لكل الأفراد.

CAWTAR | 2024-05-15 10:49:56

تقارير

شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية

الصحة// حقوق الإنسان// الحق في الصحة// الوعي الصحي// الحوكمة الصحية// العدالة الصحية// التمييز الصحي// الحق في الصحة زمن جائحة كوفيد-19// حقوق المرأة//الصحة الإنجابية// الصحة الجنسية